حين يكون الإهداء للوطن / مصطفى جمال الدين

هيئة التحرير25 أكتوبر 2025آخر تحديث :
حين يكون الإهداء للوطن / مصطفى جمال الدين

حين يكون الإهداء للوطن

وأيّ إهــــــداء ؟
وأيّ وطــــــــــن ؟
إنَّه الديــــــــــــوان
والوطن العـــــــــراق

هكذا وضع مصطفى جمال الدين
لمساته الأخيرة على ديوانه ( الديـــــوان )
حين أرسله للمطبعة في ( بيروت )
واضعاُ عصارةَ قلبهِ بين دفتيهِ
والإهداء على صفحته الأولى بخط يده البيضاء ،
وذيَّلهُ بتوقيعه الشريف بتاريخ ٣٠ / ١٢ / ١٩٩٤ ،
أي قبل رحيله بسنة وتسعة اشهر وأربعة وعشرين يوماً .
حيثُ أغمضَ عينيه في ( دمشق )
والروح تهفو لـ ( بغداد ) في ٢٣ / ١٠ / ١٩٩٦
وها نحن في ذكراك التاسعة والعشرين
نترقب اللقاء
ويبقى السؤال :
هل حقاً رحلتَ ؟
وكيف ؟
وقد طال الانتظار ،

. الإهـــداء

سَيِّـــدي
أيُّها الترابُ الذي عِشْنا
على خِصْبِهِ ، ونحنُ بذورُ
ورضَعْنا أخلافَ ( دجلـــةَ )وامتدَّتْ بحضن (الفراتِ) منّا الجذورُ
فشهقْتا معَ النخيلِ ولكن
بُسْرُ أعذاقِنا الرؤى والشعـــورُ
وعناقِيدُنا القصائدُ ، والخمرُ
معانٍ ، سكرى بهنَّ الشُطورُ
ثُمَّ عادَ العراقُ فيئاً لجزَّارٍ
قُصارى ما يُتقِنِ ( الساطور ُ )
غاظَـهُ أنْ يرى ( الفراتينِ ) يُسقى
بهما جاحــدٌ له ، أو كفورُ
فرمى الماءَ للصحارى ، لِيَظمى
الحقلُ ، والنخلُ ، والربى ، والطيورُ
وإلى كلِّ نخلةٍ لم تُطأطِىءْ
رأسَها ، واللظـى عليها يجورُ
وإلى كلِّ نبتَةٍ شمختْ ظمأى
فماتتْ .. وما لواها الهجيرُ
جئْتُ أُهدي ( الديوانَ ) يعبقُ
منفيّاً .. وما ضَمَّخَ الطغاةَ العبيرُ

مصطفى جمال الدين
بيروت ٣٠ / ١٢ / ١٩٩٤

عاجل !!