اولاً :
كتاب الرواية المبدعون يقومون بدراسة أنماط الشخصية ( الفاعلة ) قبل توظيفها فى المتن عن طريق المنلوج والحوار والفلاش باك – الطريق الانجح لوقوف المتن سامقا بلا التواء وجعله منسجما مع انثال القص يكون في التوظيف الصحيح لمجريات الحدث – هنا تظهر احاسيس القاص وما يعتمل بذاته وهو ينسج – كم شغفنا نحن القراء بالسرديات العابرة للحدود اول قراءتنا لها (عربية وأجنبية ) والنقاد المميزون اعتبروا الحكاية والحبكة والمبنى الحكائي دعامات موثقة فى نضج مجريات السرد – الفلسفة الأرسطية اعتبرت كل شكل منتظم هو جميل أذا كانت أبعاده ثابتة ويمتلك علة وسبب ! ولكن هذه النظرية لم تصمد امام رياح التجديد وسرعان ما خبا ضياءها عند الصناع والمهرة الجدد – فأصبحت الرواية تنمو خلال حركة النص باتجاه الماضي و المستقبل و الحاضر حينها كسرت سلطة الترتيب الزمنى وبررها اهل الرأي على أنها زمن متعامد يسمح بالبطئ والسرعة –
مثل : يولسيس — الصخب والعنف — مدام بوفارى —
ثانياً :
نجيب محفوظ عملاق الرواية العربية وظف انواعاً من الشخوص وأظهر تصرفاتها اللامنضبطة بالأخص فى الثلاثية وميرامار – لم يبدى رأيا فيها تركها على سجيتها تتحدث عن نفسها من غير ان يبرر افعالها !
كما أن القاص محمد خضير فى ( الأرجوحة ) يسّر الحوار ( الملغز ) بين الطفلة والزائر فأمسى الطرح مستساغاً –
على القارىء النابه ملاحقة جماليات الحكى واظهار مكامن الحسن فيه تلك مسؤلية الوعى المكتسب –
ثالثاً :
عبد الرحمن منيف الروائى الخالد فى قصصه الممتعة : شرق المتوسط — الاشجار وأغتيال مرزوق — مدن الملح — سياسية بأمتياز —
كان ينتقى ابطال قصصه بمشقة بالغة وعناء كبير ! لكونهم لاينتمون لبقعة جغرافية محددة او لنظام عربى معين ( تجنباً للمسائلة ) حددهم مسبقاً بعبارة
( شرق المتوسط ) و هذا التعميم واسع فضفاض يبدأ من تركيا واليونان وقبرص وايران ويتجاوز الوطن العربى والخليج و ينتهى بحدود روسيا –
فهؤلاء مختلفون تماماً ؛ بطرق العيش ونظم التفكير ووسائل معالجة الطارىء وتعدد إنتمائاتهم كأقوام وإثينات شتى !
وحين كتب ( عالم بلا خرائط ) مشاركةً مع جبرا إبراهيم جبرا كان التعاون مثمراً والعمل صائباً ، حيث ذابت ( عموميات ) منيف مع ( جرأة ) جبرا !؟
” قناعتي أننا نحن الذين خلقنا الجلادين، ونحن الذين سمحنا باستمرار السجون. لقد فعلنا ذلك من خلال تساهلنا وتنازلنا عن حقوقنا ، ومن خلال استسلامنا لمجموعة من الأوهام والأصنام ، ثم لما أصبحنا الضحايا لم نعد نعرف كيف نتعامل مع هذه الحالة. “
عبدالرحمن منيف – من رواية ” الآن..هنا (أو شرق المتوسط مرة أخرى)”
رابعاً :
كتب الإيطالى دينو بوتزانى روايتة – صحراء التتار- وبطلها الملازم جوفانى دورغو ، توقع وصول البرابرة الذين لم يأتوا قط ؛ كان يرتقبهم من على شرفات – حصن باستيانى – الغارق فى مجاهل الصحراء ودروبها الرملية الشاسعة ، ورغم الوهم وغمامية الهدف فأنه أصاب ما أراد بحذق ودقة –
اما قصيدة ( فى انتظار البرابرة ) لكفافى فأنها اجمل من الرواية لكونها تختصر الاحداث بأسطرٍ قصيرة متلاحقة وتفى بالغرض المنشود –