جماليات الحكي وإيقاع السرد عبد الهادي الزعر

هيئة التحرير22 يوليو 2025آخر تحديث :
جماليات الحكي وإيقاع السرد عبد الهادي الزعر

اولاً :

 كتاب الرواية المبدعون يقومون بدراسة أنماط الشخصية ( الفاعلة ) قبل توظيفها فى المتن عن طريق المنلوج والحوار والفلاش باك – الطريق الانجح لوقوف المتن سامقا بلا التواء وجعله منسجما مع انثال القص يكون  في التوظيف الصحيح لمجريات الحدث –   هنا  تظهر احاسيس القاص وما يعتمل بذاته  وهو ينسج  – كم شغفنا نحن القراء بالسرديات العابرة للحدود  اول قراءتنا لها  (عربية وأجنبية )  والنقاد المميزون اعتبروا الحكاية والحبكة والمبنى الحكائي دعامات موثقة  فى نضج مجريات السرد – الفلسفة الأرسطية اعتبرت  كل شكل منتظم هو جميل أذا كانت أبعاده ثابتة ويمتلك علة وسبب ! ولكن هذه النظرية لم تصمد امام رياح التجديد وسرعان ما خبا ضياءها عند الصناع والمهرة  الجدد  – فأصبحت الرواية تنمو خلال حركة النص باتجاه الماضي و المستقبل و الحاضر حينها كسرت سلطة الترتيب الزمنى وبررها اهل الرأي  على أنها زمن متعامد يسمح بالبطئ والسرعة –

مثل : يولسيس — الصخب والعنف — مدام بوفارى —

ثانياً :

 نجيب محفوظ عملاق الرواية العربية وظف انواعاً من الشخوص  وأظهر تصرفاتها اللامنضبطة  بالأخص فى الثلاثية وميرامار – لم يبدى رأيا فيها تركها على سجيتها تتحدث عن نفسها من غير ان يبرر افعالها !

كما أن القاص محمد خضير فى ( الأرجوحة ) يسّر الحوار ( الملغز ) بين الطفلة والزائر فأمسى الطرح مستساغاً –

على القارىء النابه ملاحقة جماليات الحكى واظهار  مكامن  الحسن فيه تلك مسؤلية الوعى المكتسب –

ثالثاً :

 عبد الرحمن منيف الروائى الخالد فى قصصه الممتعة  : شرق المتوسط — الاشجار وأغتيال مرزوق —  مدن الملح — سياسية بأمتياز —

 كان ينتقى ابطال قصصه بمشقة بالغة وعناء كبير  ! لكونهم لاينتمون لبقعة جغرافية محددة او لنظام عربى  معين ( تجنباً للمسائلة ) حددهم مسبقاً بعبارة

( شرق المتوسط ) و هذا التعميم واسع فضفاض يبدأ من تركيا واليونان وقبرص وايران  ويتجاوز الوطن العربى والخليج  و ينتهى بحدود روسيا –

فهؤلاء مختلفون تماماً ؛ بطرق العيش ونظم التفكير ووسائل معالجة الطارىء وتعدد إنتمائاتهم كأقوام وإثينات شتى !

وحين كتب ( عالم بلا خرائط ) مشاركةً مع جبرا إبراهيم جبرا كان التعاون مثمراً والعمل صائباً ، حيث ذابت ( عموميات ) منيف مع ( جرأة ) جبرا  !؟

” قناعتي أننا نحن الذين خلقنا الجلادين، ونحن الذين سمحنا باستمرار السجون. لقد فعلنا ذلك من خلال تساهلنا وتنازلنا عن حقوقنا ، ومن خلال استسلامنا لمجموعة من الأوهام والأصنام ، ثم لما أصبحنا الضحايا لم نعد نعرف كيف نتعامل مع هذه الحالة. “

عبدالرحمن منيف – من رواية ” الآن..هنا (أو شرق المتوسط مرة أخرى)”

رابعاً :

 كتب الإيطالى دينو بوتزانى روايتة – صحراء التتار- وبطلها الملازم جوفانى دورغو ، توقع وصول البرابرة الذين لم يأتوا قط ؛ كان يرتقبهم من على شرفات – حصن باستيانى – الغارق فى مجاهل الصحراء ودروبها الرملية الشاسعة  ، ورغم الوهم وغمامية الهدف فأنه أصاب ما أراد بحذق ودقة –

اما قصيدة ( فى انتظار البرابرة )  لكفافى فأنها اجمل من الرواية لكونها تختصر الاحداث بأسطرٍ قصيرة متلاحقة وتفى بالغرض  المنشود  –

عاجل !!