تنهدات مكبوتة | د.حسن جمعة

هيئة التحرير8 أكتوبر 2025آخر تحديث :
تنهدات مكبوتة | د.حسن جمعة

في خضم ما نمر به وعلى حافة الحملات الانتخابية، تتطاير الكلمات صوب المجهول ولا ندري ما لها تتباعد عن عقولنا فقد تكون تلك الكلمات آيلة للسقوط كأي عراقي فقير وكأي خربة في بغدادنا الحبيبة، وتمر الشهور وتجتمع لتصبح سنيناً، ونحن ندور كالمعصوبة أعينهم لا نعرف بأي اتجاه نسير وكيف يمر علينا الوقت من دون أن نستثمره أو نستفيد منه بل أصبحت خطانا تثقلها رعونتكم .

تكلمنا كثيراً، وقد ندعي في بعض كلامنا أو نزيد، لكننا نرتطم بسكوت عقيم وغياب دائم لمعظمكم أيها المسؤولون، بل يئسنا من معرفة قراراتكم التي تفيدنا والتي جئتم لأجلها خصوصاً ونحن على أعتاب انتخابات جديدة، الكل يخرج ما بجعبته ليرمي الفساد بحجر، وبرغم هذا في أغلب الأحيان لا نجد استجابة واضحة المعالم عند أكثر النواب والسادة المسؤولين والمرشحين في برنامهم الانتخابي.

نريد إيصال الفكرة ولم يشعر أحد بكل هذا الكلام، فالخيبات وكثرة الدوران باتت لا تتمكن من حمل أجسادنا الهزيلة التي باتت هي الأخرى تتجه صوب منحدر عميق، لا ندري هل سننجو منه أو نموت فيه، فلم يبقَ من العمر سوى فتات، ولم نذق الراحة وطعمها الذي تتذوقه أفقر دول العالم، نخاف أنفسنا وأهلنا وأصدقاءنا، بل حتى أبناءنا الذين تركوا أماكنهم التي حاولنا تخصيصها لهم لكنهم ذاقوا لغة العنف واستنشقوا رائحة الدماء فكل ما يحيط بنا ينبئ بخطر كبير..

فكلنا مستهدفون ملعونون تهاجمنا الخفافيش وتمتص دماءنا وتلعق جثثنا الكلاب، لم تكوني أيتها السماء السبب بل نحن السبب وأولادنا السبب وآباؤنا أيضاً، وكلنا نستحق الموت، لأننا شعب أضاع الكثير من عمره بالحروب والأزمات والعويل، فلا طاقة لنا على التحمل، فهل كتب علينا ذلك من دون دول العالم؟ ألا نستحق أن نرتاح لبعض الأعوام نشم فيها روائح الخير ونتوسد الريش ونغفو على فراش دافئ؟ ماذا جنينا لتكون حصتنا الاهمال والهجرة والدمار والفقر المدقع؟

وهنيئاً لكل دول الأرض تطورها وحكوماتها وعناية الرب بها، لكننا لن نيأس وسنبقى نقاوم عسى أن نتنفس الصعداء، لا نعرف متى يتفق نوابنا ويقرون ما لديهم من قوانين تخدم الشعب ولو أنها ستؤكل ولا نعرف من الذي أكل منها ومن شارك فيها ومن صاحب الوليمة!

مرشحونا.. دعوا أحزابكم واتفقوا لأجل الشعب، وأخيراً لا ندري أي شيء عن موعد  إقرار الموازنة ولا نعرف أي منعطفات ستدخل، لكن نود القول: لم يبقَ من العمر طويلاً، وأنتم فانون، وسينتهي إلى…

عاجل !!