تايلند… بوابة السحر الآسيوي وبلد الابتسامة التي لا تغيب / حمدي العطار – بانكوك / النهار

هيئة التحرير7 ديسمبر 2025آخر تحديث :
تايلند… بوابة السحر الآسيوي وبلد الابتسامة التي لا تغيب / حمدي العطار – بانكوك / النهار

1

حين تحط قدمك في تايلند، بوابة السحر الآسيوي وبلد الابتسامة التي لا تخيب، ستدرك أنك أمام تجربة مختلفة تماما عما تعودت عليه في أسفار أخرى. فهنا، تبدأ الرحلة بابتسامة صادقة يتقنها الشعب التايلندي، وتستمر بمزيج مدهش من الروح الهادئة، والمعابد الباذخة، والمدن النابضة بالحياة. وفي قلب هذا الجمال، تتألق بانكوك كمدينة تجمع بين الإيقاع العصري وروح الشرق، لتمنح زائرها مزيجا لا يتكرر من الدهشة والمتعة والاكتشاف.

* بلد الابتسامة و عبارة “لا بأس”

سبب تسميتها بلد الابتسامة”. ثمة مزيج مدهش من البساطة والطمأنينة وروح الترحيب التي لا تفارق ملامح الناس وهم يرددون عبارتهم الشهيرة: “ماي بين راي” أي لا بأس. في هذا البلد، وخصوصا في عاصمته بانكوك، تمتزج الروح الشرقية العريقة مع إيقاع المدن الحديثة في لوحة حضارية تجعل الرحلة تجربة غنية بالدهشة والمعرفة.

*بانكوك… مدينة تستيقظ بين المعابد وناطحات السحاب

تمثل بانكوك القلب النابض لتايلند، وعاصمتها التي تجمع بين الثقافة والاقتصاد والتاريخ. مدينة لا تهدأ، يتجاور فيها القديم والحديث في تناغم يثير الإعجاب.

*مشاهد معمارية مذهلة

– مزيج فريد بين المعابد التاريخية مثل معبد الفجر (وات أرون) والقصر الكبير، وبين الأبراج الحديثة التي تعكس تطور المدينة.

– شوارع نابضة بالأسواق المتنوعة، من مراكز التسوق الفاخرة سيام سنترال وسنترال وورلد، إلى الأسواق الشعبية مثل تشاتوشاك والحي الصيني والأسواق الليلية.

– ولا تكتمل الزيارة من دون المرور بـ السوق العائم، الذي يحافظ على طابع تايلند التقليدي وروحها المائية.

*روحانية ومعالم ثقافية

تحتضن المدينة معابد ذات قيمة رمزية وروحية مثل معبد بوذا الزمردي ومعبد بوذا الذهبي، إضافة إلى حدائق عامة مثل لومبيني بارك ومتنزهات عائلية مثل سفاري وورلد.

*جنة طعام الشارع

يجد عشاق الطعام ضالتهم في بانكوك، إذ يمثل طعام الشارع جزءا أصيلا من هوية المدينة، بنكهات آسيوية لا تنسى.

*تحديات تواجهها المدينة

ورغم سحر بانكوك، إلا أنها تقف أمام مجموعة من التحديات:

-الاستقرار الجيولوجي: تقع المدينة على دلتا نهر تشاو فرايا، ما يجعلها عرضة لهبوط الأرض بسبب استنزاف المياه الجوفية.

– الفيضانات: تتأثر المدينة بموجات الفيضانات التي سببت خسائر على مر السنوات.

– التحديات البيئية: من تلوث الهواء إلى الضوضاء، تسعى السلطات لإيجاد حلول مستدامة تخفف أثر هذه المشكلات.

-أهمية بانكوك الاقتصادية والاجتماعية

– مركز نقل إقليمي: تعد بانكوك ميناء رئيسيا ومحورا للمواصلات، ما يمنحها دورا فعالا في حركة البضائع والمسافرين.

– تنوع الصناعات: تضم صناعات مثل المنسوجات والمجوهرات والأغذية والإلكترونيات. وتعمل الحكومة على نقل بعض المنشآت الصناعية بعيدا عن مركز المدينة للحد من الازدحام.

برغم التحديات البيئية والجيولوجية، تبقى تايلند — وبانكوك خصوصا — مدينة لا تفقد بريقها. فهي بلد الابتسامة التي لا تفارق أهلها، وبلد عبارة “لا بأس” التي تحولت إلى فلسفة حياة تخفف الضغوط وتفتح بابا للتسامح. إن زيارة تايلند ليست  رحلة فحسب، بل هي تجربة إنسانية وثقافية تعيد للروح اتزانها وتترك في الذاكرة أثرا لا يمحى.

 

2

أسواق تايلند السياحية… عالم نابض تحت سماء واحدة

تمتلك تايلند قدرة فريدة على أسر زوارها منذ اللحظة الأولى، فهي بلد يجمع بين الطبيعة الساحرة، والروح المرحة، والأسواق التي تحولت إلى علامات سياحية قائمة بذاتها. وفي الوقت الذي تغرق فيه دول عديدة في برد الشتاء القارس، تستقبل تايلند ضيوفها بطقس معتدل يجعل شهري نوفمبر وديسمبر من أفضل أوقات الزيارة. وخلال هذه الرحلة، يكشف لنا الواقع أن السياحة في تايلند ليست  فنادق وطبيعة وشواطئ فقط، بل هي تجربة ثقافية نابضة، تتجسد بشكل خاص في أسواقها الفريدة التي يقصدها العالم بأسره.

*رحلة في أسواق تايلند… تنوع يليق ببلد لا ينام:

رغم الاعتقاد السائد بأن تايلند وجهة رخيصة، فإن الحقيقة أن أسعارها تتغير بحسب الموسم. فتكلفة الرحلة التي كانت 1400 دولار لمدة خمسة عشر يوما قد ترتفع إلى ثلاثة آلاف دولار مع اقتراب عطلة رأس السنة. ورغم هذا، تبقى التجربة جديرة بالزيارة لما تحمله من أجواء ساحرة وثراء ثقافي وروح ضيافة عالية.

ومن بين المشاهد التي لا تنسى في العاصمة بانكوك، هو وجود كل جنسيات العالم تقريبا في شارع واحد، تتحرك بينهم الحياة بضجيج جميل وروح منفتحة، مما يمنح المدينة طابع “العالم الصغير”.

وخلال الجولة، برزت ثلاثة أسواق تستحق الوقوف عندها:

أولًا: سوق القطار… أعجوبة السياحة اليومية

يعد “سوق القطار” واحدا من أغرب الأسواق في العالم. يمتد السوق بعرض لا يتجاوز ثلاثة أمتار، وعلى سكته الحديدية الضيقة يمر قطار حقيقي يشق طريقه وسط المحلات والزوار. ما إن يعلن عن اقتراب القطار حتى يسارع أصحاب المحال إلى رفع المظلات وترتيب البضائع، بينما يتجمّع السياح لالتقاط صور نادرة.

إنها تجربة تؤكد حسّ التايلانديين السياحي؛ فبدل إزالة السوق أو نقل السكة، حوّلت تايلند هذه “المعضلة” إلى نقطة جذب عالمية يقصدها الزوار من كل مكان.

ثانيًا: مول ترمينال 21… رحلة حول العالم دون مغادرة بانكوك

يعد مول ترمينال 21 أحد أهم مراكز التسوق الحديثة، وقد افتتح عام 2011 ليجمع أكثر من 600 متجر و50 مطعمًا وسينما في مبنى مستوحى بالكامل من فكرة المطارات العالمية.

عند الدخول، تستقبل الزائر لافتات تشبه تلك الموجودة في صالات الوصول والمغادرة، وموظفون بزي يشبه زي المضيفات الجويات، وسلالم كهربائية عملاقة يصل طول بعضها إلى 36 مترا.

يمتاز المول بتنوعه الكبير؛ من العلامات التجارية العالمية وصولا إلى المنتجات المحلية، مرورا بقاعات طعام تقدم كل ما يمكن أن يخطر على بال الزائر من مأكولات. إنه تجسيد حقيقي لمفهوم “العالم تحت سقف واحد”.

ثالثا: السوق العائم… ذاكرة الماء وحكايات القوارب

يعد السوق العائم في منطقة دامنوين سادواك واحدا من أشهر الأسواق التقليدية في تايلند، إذ يقع على بعد نحو 100 كيلومتر من بانكوك، ويزوره آلاف السياح يوميا.

هناك، تتزاحم القوارب الخشبية الملونة المحملة بالفواكه والخضروات والمنتجات المحلية، فيما ترتدي البائعات القبعات التايلاندية المصنوعة من الخيزران، وتعرضن بضائعهن بابتسامة ومرح.

يستطيع الزائر أن يستقل قاربا صغيرا للتجول بين المتاجر العائمة، وشراء كل ما يرغب به من فواكه استوائية ومشغولات يدوية، وصولا إلى تذوق الأطعمة الشعبية الطازجة التي تطهى على متن القوارب.

إنها تجربة تجمع بين المشهد التقليدي والحياة اليومية النابضة، وتنقل الضيف إلى عالم بسيط ولكنه شديد الجاذبية.

خاتمة

تبقى أسواق تايلند أكثر من  أماكن للتسوق فحسب؛ إنها محطات تروي قصة بلد احتضن اختلاف العالم، وحول تفاصيله اليومية إلى لوحات سياحية نابضة بالحياة. من سوق القطار العجيب، إلى مول ترمينال 21 العصري، وصولا إلى السوق العائم برائحته المائية وتقاليده الأصيلة، يجد الزائر نفسه أمام تجربة لن تنسى.

ولهذا، فإن زيارة تايلند ليست  رحلة فقط، بل لقاء حي مع ثقافة قادرة على أن تفاجئك في كل منعطف.

عاجل !!