في جرأة غير مسبوقة، دعا رئيس حركة الرواد الوطني الشيخ بلال المالكي، الى تحويل العاصمة بغداد إلى مدينة منزوعة السلاح، وإغلاق مكاتب الفصائل المدرجة على لائحة المنظمات الإرهابية، خلال لقائه رئيس الحكومة محمد السوداني.وغالبا ما تطلق مثل هذه الدعوات، بخشية وخوف من تداعياتها، فيما تفيد رؤية تحليلية، ان صراحة الشيخ المالكي تعد نموذجًا مختلفًا لسياسي يواجه الحقيقة كما هي، بعيدًا عن لغة التجميل والخداع في المشهد العراقي الذي طالما تسيّده النفاق والمؤامرات في الكواليس من قبل جهات تمارس ازدواجية منافقة حين تبدي الود للفصائل في العلن بينما تدعو لمحاربتها في السر.واعتبر الشيخ المالكي ان إغلاق مكاتب الفصائل المدرجة على لائحة المنظمات الإرهابية، هو إجراء وقائي لتفادي أي عقوبات سياسية أو اقتصادية محتملة، فيما تشير تحليلات الى ان هذا الموقف يوازن بين الضغوط الداخلية والخارجية، ويكشف عن إدراك عميق لموازين القوى ومخاطر التداخل بين النفوذ السياسي والأمني، ويؤشر إلى ضرورة صياغة سياسات صلبة تعيد ضبط العلاقة بين الدولة والفصائل غير النظامية، وتمنح الحكومة هامشًا أكبر للمناورة ضمن مناخ سياسي مستقر ومتماسك.