ارتسمت في مدينة النجف صورة لافتة بعدما احتضن منزل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في الحنانة اجتماعاً مغلقاً، ضم النواب المستقيلين من كتلته البرلمانية والوجوه السابقة في “الأحرار” و”سائرون”. وانعقد اللقاء في لحظة سياسية متوترة، ليكشف – بحسب من حضره – عن قرار راسخ من الصدر بالابتعاد الأبدي عن العملية السياسية، ما لم يطرأ تغيير جوهري يبدل قواعد اللعبة التي يصفها أنصاره بالمغلفة بالمحاصصة والفساد. وتركزت مواقف الصدر في الاجتماع على تكريس البعد الشعبي بدل البرلماني، إذ فضّل الإبقاء على قوة الدعم الجماهيري الذي يعتبره مصدر شرعيته الأول، متجاوزاً المناصب النيابية والوزارية التي يرى أنها لم تعد سوى أدوات لتدوير نفوذ الأحزاب. النائب المستقيل عن الكتلة الصدرية إياد المحمداوي، قال أن اللقاء شهد التأكيد على أن قوة (التيار الوطني الشيعي) لا تُقاس بعدد المقاعد النيابية أو بمواقع النفوذ الحكومي، وإنما تنبع من عمق عقيدته الدينية، ورسوخ حكمة قيادته، وطاعة أبنائه الملتزمين بخط الإصلاح. وتداولت أوساط قريبة منه أن الرجل بات يفضل صياغة خطابه على أنه زعيم احتجاجي لا قائد كتلة، مستنداً إلى تجربة حشد الملايين في ساحات بغداد ومدن الجنوب، ومقدماً نفسه بوصفه الضمير المعارض لسلطة الأحزاب لا شريكاً لها.