شهدت محلات بيع أجهزة التبريد والمكيفات زيادة الطلب عليها وذلك بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الأيام ، وأكد أصحاب المحلات كذلك بأن أحدى أولويات المواطنين شراء (المكيفات) لمواجهة الارتفاع النسبي في درجات الحرارة ولا سيما خلال اليومين الماضيين بحيث أصبحت تتصدر احتياجاتهم بالدرجة الأولى وعلى حساب أولويات أخرى ، غير أن بعض المواطنين لم يخفوا خشيتهم من ارتفاع ساعات القطع المبرمج للثلاثة أشهر المقبلة نتيجة السحب المتزايد على الكهرباء في منازلهم في ظل الأجواء الحارة وأرتفاع نسبة الرطوبة ، وأشاروا إلى أن هذا الارتفاع في درجة الحرارة حد من النشاط اليومي لحركة العمل ، وأدى كذلك إلى التزامهم في منازلهم وزيادة الطلب على شراء لأجهزة التبريد (المكيفات) والمراوح التي تعتمد على بطاريات الشحن والتي يستخدمها كبار السن والمرضى بحيث تبدلت أولويات الناس بظروف أستثنائية بين ليلة وضحاها.
أولويات أساسية
في البداية أكد لنا صادق مؤيد صاحب محل لبيع أجهزة التكييف والاجهزة المنزلية ل(جريدةالنهار ) بأن مبيعاتهم من هذه الأجهزة كانت خلال أيام الشهر الماضي والطلب عليها كانت بشكل اعتيادي، ولكن مع موجة الحر المتزايدة والأرتفاع في درجاتها فقد أصبح شراء المكيف له أولوية لدى معظم المواطنين متقدمًا على الاحتياجات الأخرى، مشيرًا إلى أن مبيعات متجره شهدت ارتفاعًا قياسيًا خلال الأيام القليلة الماضية ولا سيما في ظل تنبؤات هيئة الأنواء الجوية.
بضائع ضرورية
أما زميله كامل عزيز العزاوي صاحب متجر لبيع أجهزة التكييف والاجهزة المنزلية في حي البنوك فلقد أشار إلى أن كثافة الطلب على أجهزة التبريد هذه الأيام وصلت إلى مراحل عالية جدًا نتيجة موجة الحر الحالية ، وهي أعلى مبيعات عالية بسبب أرتفاع درجات الحرارة الملحوظ هذه الأيام، ويشاركه الحديث زميله سعد خليل فلقد أشار إلى إن شراء المكيف لم يكن ضمن أولويات جدول قدرته الشرائية، ولكن ظروف الجو أجبرته على ذلك، مؤكدًا أن الأسعار أرتفعت على المكيفات بشكل ملحوظ وبعض أنواع المراوح نتيجة الطلب الكبير عليها من قبل المواطن ، وأوضح (خليل) بأن المكيف أو المروحة أصبحتا من الحاجات الأساسية للبيوت وليستا ترفًا أو من الكماليات كما كان في السابق.
عوامل تجارية
الخبير الاقتصادي سعد رحيم البدن برر المنافسة الواضحة بين شركات البيع من خلال الإعلانات التجارية من خلال مواقع التواصل المختلفة عبر السرعة في التركيب وخدمات الصيانة ما بعد البيع وخدمة التقسيط والإعفاء من رسوم التركيب ، مبينا إلى أن انقطاع الكهرباء لم يؤثر كثيرًا على رغبة المواطنين في اقتناء تلك الأجهزة وخصوصًا مع أرتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق ، مشيرًا إلى أن هناك العديد من العروض والأسعار المدعومة بالإضافة إلى البيع بالتقسيط المريح وجميع هذه العوامل ساهمت بزيادة الإقبال على شراء اجهزة التبريد بشكل أستثنائي على الرغم من ساعات الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.
أجواء ساخنة
من جهته بين لنا المواطن السبعيني ياسين سلمان من بغداد بأن المكيف أصبح ضرورة في المنزل، مشيرًا إلى أن من الصعب المكوث في الشقة دون وجود جهاز تبريد (مكيف) ولا سيما أن معظم الناس هنا في منطقة الكرادة والمناطق المحيطة بها يقطنون في شقق سكنية عكس الأيام الماضية كانت الناس تعيش في بيوت مستقلة ولها ساحات وحدائق يستطيعون الجلوس فيها ، وتشاركه المواطنة الخمسينية ليلى حميد بأنه أصبح من المستحيل المكوث في الشقة في ظل أرتفاع درجات الحرارة المتزايدة دون وجود مكيف أو مروحة على أقل تقدير، وهو ما رتّب تكاليف عالية بعض الشيء على المواطنين لكون الناس يترقبون عيد الأضحى المبارك.
تقليل حركة العمل
وليس ببعيد من هذا الموضوع فلقد قال لنا المواطن عماد الشرع إن الأجواء الحارة الشديدة وارتفاع الرطوبة في قضاء الزبير في محافظة البصرة دفعت المواطنين إلى لزوم بيوتهم أو الخروج لمناطق مفتوحة بجو معتدل مما سبب تراجع حركة العمل داخل القضاء خلال أوقات النهار إلى أدنى معدلاتها، ما أثر بشكل واضح على حركة الأسواق والأماكن العامة والمسابح ، إلا أن ذلك لم يثن المواطنون على اللجوء للمكيفات للهروب من حرارة الأجواء ، في ظل عروض وتخفيضات تقدمها الشركات لجذب الزبائن لتحقيق زيادة في مبيعاتها ،وأشار إلى أن شوارعها بدت قليلة الحركة بأوقات النهار خلال الأيام الثلاثة الماضية فيما أقتصر خروج الناس بعد المغرب بسبب أنخفاض درجات الحرارة قليلًا.