بتسابق المرشحون للانتخابات في العراق على إطلاق وعود التعيينات، مستغلين ضيق الشباب الباحث عن فرصة عمل، ومعلنين عبر لقاءاتهم أن المستقبل سيحمل قرارات تعيين جماعية، وكأن الموازنة المالية مفتوحة بلا سقف ولا حساب.وتكذّب الحقائق هذا المشهد الدعائي، إذ تخلو الموازنة الحالية من أي باب للتعيينات، في وقت يعرف فيه النواب والمسؤولون أن العراق يرزح تحت وطأة تضخم هائل في الجهاز الوظيفي، وأن رواتب الموظفين تلتهم أكثر من 60% من الإنفاق الحكومي، تاركة أبواب الاستثمار والإعمار مقفلة أمام عجلة التنمية.ويستعيد المراقبون مشهداً مألوفاً في كل دورة انتخابية، حيث تتحول التعيينات إلى سلعة انتخابية تُباع وتُشترى في سوق الأصوات، بينما يتضاعف عدد الشباب العاطلين ليقترب من ثلث القوى العاملة بحسب تقديرات البنك الدولي، وتستحيل الوعود إلى مجرد سراب يذوب بعد إعلان النتائج.وتتسابق منصات التواصل الاجتماعي في فضح هذه الممارسات، حيث غرد ناشطون من بغداد بأن “أغلب الوعود بالتعيين مجرد كذبة انتخابية لا تصمد أمام نصوص الموازنة”، فيما كتب آخرون من البصرة بأن “المرشحين يبيعون الهواء للشباب العاطل وكأنهم لا يعلمون أن الوظائف استنفدت منذ سنوات”.