تزداد الامور سوءا كلما اقتربنا من الانتخابات ويبرز هذا الصراع والحرب الباردة بين شخصيتين سياسيتين قويتين هنا نوري المالكي ومحمد شياع السوداني وقد ألقت هذه التشنجات والتوترات بظلالها على الوضع العراقي المتأثر بالانقسامات الداخلية داخل المكونات الرئيسية سواء الشيعية أو السنية أو الكردية ما يجعل قراءة خارطة التحالفات المستقبلية معقدة وصعبة التنبؤ وتتكشف الخلافات داخل الإطار التنسيقي المسيطر على الحكومة برئاسة محمد شياع السوداني بين أطرافه المختلفة وبينها الصراع الواضح بين نوري المالكي والسوداني حيث تتنافس الرغبات الشخصية والمصالح الاستراتيجية في توجيه مسارات السلطة ولا ننسى أن هناك شخصيات كردية وسنية تتصارع فيما بينها لتحقيق المكاسب قبل الانتخابات وبرزت مسألة التحالفات الانتقالية بصورة لافتة للنظر ولكنها سرعان ما تذوب وتتلاشى فما من احد يثق بأحد .
هناك ضبابية كثيفة على المشاهد السياسية والكل يريد تسقيط الكل وهناك تظهر صعوبة التكهن بمستقبل التحالفات بسبب عوامل متعددة أبرزها عدم نضوج المفاوضات الداخلية وتقلب المواقف الشخصية إضافة إلى تراكم تجارب سابقة من اتفاقات لم تُنفذ ما يعكس ضعف الثقة بين الأطراف العراقية ويضعف قدرة أي تحالف محتمل على الاستمرار بعد الانتخابات دون ضمانات تنفيذية واضحة.
تبقى مسألة المراهنات على الوطنية وهي صفة ربما تكون معدومة لأن الاسلحة السياسية لا تعرف إلا التسقيط والتخوين وإبداء المساوئ والعراق لم يعد يطيق صبرا على هذه الاحتماليات المفتوحة ورمي المشاكل الى الامام فلم يعد في القوس منزع كما يقول المثل العربي.
