الشعر والرواية والقصة أجناس أدبية متعددة تشترك عناصر اساسية البداية والوسط والنهاية والصراع والمضمون الذي يتمحور حول الحبكة، وبالتالي فالمسرح بمحتواه الواقعي لا يخلو من قصة مكتوبة متمثلة بحوار منطوق يجسده أشخاص على خشبة المسرح ، والكاتب هنا يحاول أن يعرض أفكاره بحسب ما يدور من أحداث تترجم من خلال الكلمات أو لغة الجسد وغيرها من أدوات فنية تخدم العرض، وبذلك يكون المتلقي حاضرًا يتفاعل مع ما يراه لكن في القصة ربمّا يتخيل القارئ بحسب ما يمكن أن يصل إليه من وصف وأحداث تمكنه من فهم ما يجري داخل النص.
(جريدة النهار) كان لها حوار مع المسرحي المخضرم علي طعمة .
* بين المشاهد والرواية أو الشعر ثمة أحداث منها فكرية ونفسية تتداخل في المسرح …ما العلاقة بينهما؟
– بالمسرح الملحمي أو الكلاسيكي او الرومانسي غالبًا ما يعتمد على الايقاعات والموسيقى والتناغم، وهذا اللون أي الشعر التصق بالمسرح منذ نشأته الاولى عند الاغريق والرومان ، وحيث كان فهو يحتل مكانة مرموقة في حضارتنا العربية ،وربما الشعر هو الذي يستثير الرواية بما يقوله من حقائق.
* معنى كلامك هذا بأن الحقيقة تختلف بين الرواية والشعر!
– الشعر يصور الروح الإنسانية بصدق ، بينما الرواية تعطي تصورًا حقيقيًا للحياة التي تحفل بحكايات خيالية أو واقعية ذات سرد مطول، وكذلك الأمر بالنسبة إلى القصة فإنها تتمتع بسرد مصغر، وقد تكون من ضرب الخيال، فلربما يكون لقاء مع شاعر يسمو بوجدانه وقاص وروائي وممثل وكاتب مسرحي يحرص على المضي في طريق الإبداع.
* هل كانت الكتابة في تلك المجالات بالصدفة أم أن إمرًا آخر قد حدث؟
– طبعًا لا يحدث هذا عن طريق الصدفة،كل شيء كان مخطط إليه من قبل، ولأن هنالك ثمة رغبة شديدة لإظهار ما كنت عليه من مواهب، منذ الصغر وكنت في الصغر متفوق على أقراني ولا أريد أن اسرد سيرتي أو أقدم تبريرًا مقنعًا.
– إلاّ ترى بأن الأمر يبدو غير مألوفًا؟
– ربمّا يكون الأمر كذلك، ولكني وجدت الكتابة هي النعيم الوحيد الذي بقي لي والألق الذي لا ينطفئ رغم ظلام العالم كله، وهي الملاذ الأمن الذي أهرب آليه من تعاسة الحياة ومشاكلها بعد أن أخفقت في مجاراة الآخرين واضاعة الوقت.
* هذا الأمر يعني هروبك من المسرح أم من الحياة ومعاناتها؟
– بلى فلقد كنت ممثلًا لسنوات طويلة من عمري وقدمت الكثير من الأعمال وشعرت بالتعب والارهاق، لأن المسرح يحتاج إلى حضور متواصل كونه عمل جماعي، وفي الآونة الأخيرة قدمت مسرحية (الطريق إلى الحلم) وكانت بمهرجان منتدى المسرح التجريبي وهي من تأليفي واخراجي وتمثيلي ونالت اعجاب الجمهور ولاشك أنها محاولة جريئة.
– وما الذي دفعك للمشاركة بعد هذا الانقطاع الطويل عن المسرح؟
– العشق للمسرح .. ولقد كنت أشعر برغبة شديدة للعودة إليه، ولهذا رأيت أن العمل المسرحي ذات الشخصية الواحدة يخلصني من الالتزام وكذلك معاناة الحضور.
* وماذا تريد من الكتابة؟
– أريد العودة إلى نفسي والجلوس معها لفترات طويلة لتقول لي ماذا تريد.
* هل يهمك أن تسمع آراء الآخرين سواءٍ كنت ناجحًا أو فاشلًا؟
– ليس بالضرورة أقناعهم بما أكتب..فكل ما أكتبه من أفكار سواءٍ في المسرح أو القصة والرواية والشعر تنطوي على رغبة صادقة ومخلصة ، وعلى أقل اعتبار ما زلت أحث السير في ذلك الطريق، لكي أظهر حضورًا متميزًا يكون محط أنظار الجماهير.