الذكاء الاصطناعي رغم ما قدمه للبشرية من تقدم مبهر على جميع المستويات التكنولوجية الا انه في الأخير سلاح ذوي حدين وانت في وسط تجرفه الأفكار المادية بحيث لم يعد للأخلاقيات من مكانة في كل مفاصل الحياة وبالتالي اصبح مثل هذا الذكاء الاصطناعي خرق كبير للعديد من الأعراف والقوانين والسنن وقبل ذلك هو مجموعة من البيانات التي تم تحشيدها مسبقاً او تغذيتها بطريقة عشوائية غير منظمة يكون احياناً من يملئ تلك البيانات هو انسان سطحي او صاحب رأي غير ناضج او غيره من الأفكار المؤدلجة والانحيازات المعرفية المتعددة ، فما ان يحتاج العقل البشري الى معلومة مستعجلة مستسهلة حتى يفاجئك الذكاء الاصطناعي بغبائه بمخرجات ساذجة عن هذه المعلومات المطلوبة النقل الحرفي او المعنى الحرفي للمطلوب او معلومات خاطئة عن الشخصيات والامكنة وغيرها ولك ان تجرب مثل هذه الأسئلة الموجهة للذكاء الاصطناعي وتدرك حجم الغباء وعدم الاعتماد عليه بدقة المعلومات حتى تلك المرتبطة ببرامج أخرى قابلة بنسب كبيرة للأخطاء وبالتالي فهو لا يعول عليه بالأمور الحساسة والعلمية ، ناهيك عن قيمة العقل البشري وهو ذاته الذي انتج الذكاء الاصطناعي وغيره الالاف من الاكتشافات (بهذا العقل البشري) فهو الذي جاء بحقه في المرويات الإسلامية انه لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له: أقبل فأقبل ثم قال له: أدبر فأدبر ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك ولا أكملتك إلا فيمن أحب، أما إني إياك آمر، وإياك أنهى وإياك أعاقب، وإياك أثيب. فهذا العقل صنع العديد من الاكتشافات العلمية والابتكارات الصناعية لأنه عقل من صنيعة الخالق المدبر خالق الاكوان ومدبر كل شيء في هذه المعمورة ، فلا يمكن ان يفوق ما خلقه الانسان على ما خلقه الله تعالى، فالذكاء الاصطناعي رغم فوائده الا انه يحمل معه العديد من المخاطر الأمنية والعلمية والاجتماعية ومنها إساءة استخدام الاذونات او التلاعب بالمعلومات وتضليل الرأي العام وفقدان الخصوصية وتوليد الصور والفيديوهات والمعلومات الخاطئة والمضللة وربما يؤدي هذا الذكاء الاصطناعي على المدى البعيد الى اتمتة العديد من الوظائف بحيث يزيد من معدلات البطالة وهو يشكل خطراً وشيكاً على العديد من الوظائف في سوق العمل سواء الإدارية او حتى الترجمة والمصممين وغيرها، والأخطر من كل هذا ربما يؤدي هذا الذكاء لتطوير روبوتات يمكن ممارسة القتل كما يحدث الان بان أصبحت تقود السيارات وتجري العمليات الجراحية وتقدم الخدمات في الفنادق وغيرها وبالتالي ان هيمنة هذه الالة على حساب العقل البشري وما ينتجه مخاطرها اكثر من فوائدها على المدى البعيد وربما سيندم الانسان ان ابتكر هذا التطور يوماً ما لان مردوده ربما سيكون الأخطر على الحياة البشرية القادمة بل واخطر أزمات الحكومات في الفترات المقبلة لما يشكله من تهديد حقيقي على بني البشر في ظل التطورات والابتكارات الكبيرة بهذا المجال ، يومياً نشاهد العديد من الفيديوهات المنتجة بالذكاء الاصطناعي من قبل شباب يلهون او يستمتعون بالتقنية ولكنها بالوقت ذاته تنعكس سلباً على أفكار المجتمع وتؤدي الى شائعات ربما تربك الوضع الأمني او الاقتصادي او حتى السياسي وبخاصة في ظل منازعات وصراعات عديدة بين البلدان او بين الفئات المختلفة داخل البلدان وغيرها فممكن ان يستغل هذا الذكاء في تلك الصراعات ومحاولة تشويه صورة الاخر بل وتاريخه ، وعلينا ان نكون بحذر شديد خلال الفترات المقبلة والتعامل على وفق قوانين وتشريعات رادعة تقنن مثل هذه الاستخدامات لئلا يكون أداة بين الجهلة من ارباب المؤسسات وبعض المختصين والموهوبين بهذا الاتجاه.