العظيم تنتفض.. صرخة الزرع والعطش تطرق أبواب المسؤولين

في مشهد يختلط فيه الغضب بالصبر الذي نفد، خرج العشرات من أبناء ناحية العظيم في أول تظاهرة شعبية تُسجَّل في العراق منذ مطلع عام 2025، رافعين رايات المطالبة بالكرامة الخدمية والعدالة الإدارية، بعد سنوات من الإهمال والتهميش.وعلى وقع الهتافات التي علت وسط الناحية، قال أحمد جاسم، أحد منظمي التظاهرة، إن “العشرات من سكان ناحية العظيم والقرى المحيطة بها شاركوا في تظاهرة سلمية، طرحوا خلالها خمسة مطالب رئيسية، تصدّرها تغيير مدراء الدوائر الخدمية في الناحية بسبب ضعف أدائهم وتجاهلهم لاحتياجات الناس”.وأوضح جاسم أن “المطالب شملت أيضاً إعادة النظر في فواتير الكهرباء التي أثقلت كاهل المواطنين، وتحقيق العدالة في توزيع الطاقة بين المناطق، إلى جانب المطالبة بتأمين المياه الصالحة للاستخدام، وشمول المناطق الزراعية ضمن خطة تسويق محصول الحنطة لهذا الموسم”.أما المطلب الخامس، فكان ـ بحسب جاسم ـ “دعوة لإنصاف ناحية العظيم بالمشاريع الخدمية، أسوة ببقية الوحدات الإدارية في ديالى، باعتبارها إحدى أهم المناطق الزراعية ودعامةً أساسية في الأمن الغذائي العراقي”.وفيما أكد أن التظاهرة جاءت بعد تراكم المعاناة وتدهور البنى التحتية، شدد على أن الرسالة وصلت إلى الجهات المعنية، وأن صمت الحكومة سيُفسَّر على أنه تجاهلٌ مرفوض.وتقف العظيم اليوم على مفترق طرق؛ إما أن تُصغى لندائها الحكومة وتترجم المطالب إلى أفعال، أو أن تستمر في مسار الغليان الشعبي الذي قد يتحول إلى موجة أوسع من الاحتجاجات. فحين يصرخ الزرع من العطش، وتغيب العدالة، يكون الصبر آخر ما يمكن الرهان عليه.