حذر عضو مجلس النواب العراقي حيدر محمد حبيب، من تفاقم أزمة المياه في العراق، مشيراً إلى أن البلاد تواجه “أسوأ حالة على الإطلاق” في ما يتعلق بمنسوب المياه في نهري دجلة والفرات.وتتفاقم التحديات حين يُضاف إلى الضغوط الإقليمية فشل داخلي في الإدارة الرشيدة للموارد، في ظل استمرار أنظمة ري تقليدية، وغياب الرؤية الاستراتيجية لإدارة الأزمة، وهو ما أكده أكثر من خبير في شؤون البيئة. فالعراق اليوم لا يواجه “الندرة” بقدر ما يواجه “سوء التدبير”، ما يجعل من كل متر مكعب مهدور صفعة جديدة في وجه التنمية.ويبدو أن الملف تجاوز الطابع الفني، ليدخل عمق الحسابات الجيوسياسية، حيث تُوظَّف المياه كسلاح ناعم على طاولة النزاعات، وحيث تغيب الدبلوماسية الفاعلة، أو تبقى صوتاً باهتاً في مواجهة خطاب السدود القاسي. فبينما تنطلق دول المنبع بمنطق “السيادة على الموارد”، يتعثر العراق في تثبيت مبدأ “المنفعة المشتركة”، رغم ما تتيحه اتفاقيات القانون الدولي من أدوات ضغط وتفاوض.ويقول حيدر الساعدي، الخبير في شؤون البيئة والمياه، إن “أزمة العراق المائية ليست فقط بسبب دول المنبع، بل هناك سوء إدارة داخلية للمياه، وغياب استراتيجية واضحة لإدارة الموارد، واعتماد مفرط على الري التقليدي”.