كأنني قطرة تبحث عن بحرها
كلما اقتربتُ منك تلاشت الحدود
وصار اسمي نسياً في قاموس الخلق
ولم يبقَ إلا أنت
أنت وحدك
الندى الذي يسقي عطشي
والنور الذي يعيدني إلى أصل النور
أذوب فيك كما يذوب الفجر في أنفاس الشمس
أتشظّى وردًا في ريحك
أحترق دون رماد في لهب وجهك المستور
كلُّ ما فيَّ يعود إليك …
حتى أنفاسي ليست لي
بل حروفك تتنفس بي
أركض إليك كالعطش يركض إلى السراب
فإذا اقتربتُ صار السراب بحراً
وصرتُ أنا موجه المتكسر على قدميك ..
يا سرّ النور ..
يا نارًا تلتهم القلب بلا دخان
تمحو حدودي وتكتبني بمداد الغيب ..
حتى صرتُ أناديك بصوت لستُ أعرفه
حبي لو صُبّ على الجبال لتهاوت
ولو أُلقي في البحار لغدت عذبة
ولو نُفخ في الظلام لصار فجراً
يا من تسقي روحي بجرعة من لانهائِك
ها أنا أتمزق شوقًا حتى أراك
ولو بظلٍّ من أنفاسك
أقتربُ … فينفجر الكون في عروقي
وأغيبُ عني كما يغيب الجمر في الجمر
لا أرضٌ تحت قدمي ولا سماء فوق رأسي
كل شيء أنت .. حتى دموعي … أنت
حتى هذا الأنين الذي ينهش ضلوعي … أنت
حتى موتي حين يكتمل … سيكون حياتي ..أنت