لو نظرت بشكل مطول لخارطة العراق ستجدها محيرة مربكة وكان الله وضعها هنا لغايات ولاجل ان يكون موقعه في قلب العالم اعطاه من الخيرات مالم يعطيها لبلد اخر وشاء ان تطبع اول اقدام الانسانية على طينه وجعل منها اشعاعا ينير العالم بعلومه فهو من بدا بفك اغلب الاسرار اسرار الرياضيات والفلك وشبكات التصريف وجعل به حضارات لم تمر مرور الكرام بل وضعت اصولا للحياة وكانت اول الدروس تنطلق من هنا بحيث ينبهر بها الغرب الى الان وسبقت حضاراته انشتاين وادسن وفان كوخ وشكسبير واخرين جاؤا بشكل متاخر لينكشف زيف بعضهم لانهم سرقوا من العراق علومهم وهكذا مر العراق بفترات كثيرة احتل بها العالم من حوله ووصل لاماكن بعيدة جدا انذاك ومر ايضا بمحن وكوارث واستعمارات كثيرة وذلك بسبب خيراته التي لاتعد ولاتحصى لكن لم تمر فترة كالتي تمر عليه اليوم فهو اشبه بالرجل المسن المريض الذي مهما شرب من الادوية وسار على نصائح الاطباء لاتقوم له قائمة فهو منهك جدا وتتلاعب الايادي الخفية والظاهره به وبمقدراته وباهله وباراضيه وبخزائنه وخيراته بشكل علني وتتعارك على كرسيه الاحزاب والاغراب والمعتوهين ويعيش شعبه حالات نستغرب من رؤيتها وكان المتواجدين على راس هرمه لايهمهم سوى من حولهم ومن يؤازر اكاذيبهم فترى الناس سكارى وماهم بسكارى يحتارون بقضاء يومهم يتوسدون الخوف والمجهول يصحون على وابل من الاهانات فكل شيء يحتاج لان تكون قريب من السلطة فالرواتب تعطى اغلبها بغير حق والمبالغ تبذر في اشياء بعيدة عن المواطن والوطن والخبث العالمي يتمدد ويتوسع والاشاعات تملا الرؤوس والتهديدات تتوالى والخوف يمشي بالطرقات من حرب وشيكة او ضربات مؤثرة او حصار لعين يعيدنا لزمن اسوء من زمن الهدام ولاندري الى اين نحن سائرون وكاننا معصوبي الاعين نسير بغير وعي فمتى تغادرنا لعنات الاعنين ونعود لنكن دولة بكل ماتعنيه الكلمة راس واحد ويد فولاذية قوية تضرب كل الجنون الذي يتعشعش بيننا