الحلقة الاخيرة من اللقاء  الاسلام دين رحمة والمسيحية دين محبة / ‎رقية أبو الكرم

هيئة التحرير27 سبتمبر 2025آخر تحديث :
الحلقة الاخيرة من اللقاء  الاسلام دين رحمة والمسيحية دين محبة / ‎رقية أبو الكرم

‎ان الله خلق المرأة كما خلق الرجل بالشكل المتكامل، وهناك في المسيحية نوع من التكريس نوع من الزهد نحترمه أكثر، مثل ان يكرسوا حياتهم للعبادة ولا يتزوجوا، وهذا شيء اختياري وليس اجباري وبملء الحرية بإرادة الشخص ذاته، ولهم لباس خاص، مثلما هناك لباس خاص بالشرطي او المحامي، يميزهم، ولهم ألوان مميزة ايضا، فمثلا اللون الأسود هو لون التجرد و الجدية والعمق نوع من الزهد. وفي المسيحية لا يوجد حجاب. وحسب دراستي للفقه الاسلامي انه ايضا لا يوجد حجاب، وإنما هو برهان ضعيف واجتهاد من العلماء، ولكن قد تكون أسباب الحجاب هي أسباب اجتماعية.

والمهم في الديانة المسيحية والاسلامية ان الحجاب هو حجاب العقل والفضيلة والاخلاق، اما حجاب الراهبة  فهو نوع من الزهد والتكريس ولها ايضا ألوانها التي تميزها بحسب رسالتها، ومنهم من يخدم المرضى والثقافة والأيتام كلٌ لها رسالتها في التكريس العبادة والتوجه. مثل الأم (تريزا) في كلكتا في الهند،كان اهتمامها في كل الناس المشردين في الشوارع والمهمشين.

وليس فقط الراهبات من يرتدين الحجاب، هناك بعض النساء عندما يدخلن الكنيسة يضعن غطاء على الرأس احتراما للكنيسة، وهذا ايضا اختياري يأتي برغبة كل واحدة منهن. ان الايمان ليس بالمظهر وإنما بالقلب ونحن هنا نذكر قول النبي محمد (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم).

* نود توضيحاً مبسطاً عن مدى التقارب والتشابه بين شرعية الزواج ومراسيمه في الدين المسيحي والدين الإسلامي.

– ذكر في الكتاب المقدس (انموا و تكاثروا واملأوا الأرض) هناك في الدين الاسلامي شروط للزواج منها موافقة الطرفين و مهر مؤجل ومقدم وشاهدان وإعلان الزواج. أما شروط الزواج في الدين المسيحي فهي ايضا توثق بموافقة الطرفين وهناك شخصان يكونان بمثابة شاهدان، وأما مسألة اعلان الزواج فهي ظاهرة اجتماعية نحن المسيحيين نجري الزواج في الكنيسة مع وجود الاهل والاقارب والاصدقاء ويتم الاحتفال بعد عقد الزواج. أما الاختلاف بين الزواج في المسيحية والاسلام فهو اختلاف واضح، نحن في الدين المسيحي ليس لدينا فسخ عقد الزواج أي لا يوجد طلاق، ولا يوجد تعدد زوجات كما هو الحال في الدين الاسلامي، وأما اوجه التقارب بين المسيحية والاسلام في موضوع الزواج

فهي الارادة الحرة بدون اكراه، والمعرفة ببعضهم البعض،وتوافق بين الطرفين، وهذا شيء اساسي لبناء اسرة متكاملة متفق عليه، وحتى الاختلاف في تعدد الزوجات في الدين الإسلامي، لا يمكن لرجل أن يحب اربعة بنفس القدر وهذا أيضا وارد في القرآن الكريم {… فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا  فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ} النساء/ 3.وحتى تعدد الزوجات جاء في الاسلام لسبب اجتماعي ومن جانب اقتصادي ومن طلبهم للإنجاب ليحافظوا على القبيلة حيث كان في ذلك الوقت يرزق الرجل بخمسة ابناء ولا يعيش منهم الا واحد او لا يعيش أحد بسبب الامراض. وأما مسألة التفريق في الدين المسيحي فهناك بطلان الزواج وليس طلاق، ولأسباب منطقية واضحة قد يكون الزوجان غير متفقين، او هناك مشكلة يصعب حلها أو قد تكون المرأة عند الزواج وقعت تحت تأثير من حولها ولم تكن على قناعة كاملة بالارتباط، ولهذا نحن نركز على أن تكون هناك إرادة وتوافق بين الزوجين حتى لا يكون هناك بطلان الزواج. وهنا تقع الاختلافات في التشريعات والتطبيقات وهي اختلافات عقائدية واجتماعية، لأن الرب واحد والمطلوب من العباد ان يعبدوا الله وحده اما بقية الامور فإن تشابهت أو اختلفت فهذا له دوافع كثيرة، ونحن يجب ان لا ننسى أن المسيحية ولدت في حضارة رومانية وتأثرت بتلك الحضارة من الناحية الاجتماعية، بينما الدين الإسلامي ولد في حضارة شرقية وتأثر أيضا بهذه الحضارة من الناحية الاجتماعية، ولهذا وجد الاختلاف. وهي أيضا مسألة ربانية من عند الله، لأنه لو ولدت الأديان بحضارة واحدة ما تقدمت حضارة إلى حضارة أخرى، والرب أعلم بتلك الأمور. ليس علينا سوى ان نؤدي الرسالات كما وصلتنا وكما اخذناها من اسلافنا من كل جوانبها الإيمانية والروحية.   * كان بودنا أن يطول بنا الحديث إلى أبعد من ذلك ولكن لا يسعنا الا نقدم شكرنا على توضيحكم لفكرة معينة أو الإجابة على سؤال في حوار جميل، جمع بين دين محبة ودين رحمة، كلنا عباد لله نحمده ونشكر فضله ونتوجه اليه بالسؤال ونرفع اكفنا إليه بالصلاة وحده لا شريك له والأنبياء والرسل جاءوا برسالاته مصدقين وجوده، ولكننا جعلنا من رسائل السلام والرحمة رسائل فرقة بين خلق الله!   ليعبد الله كلٌ على دينه وطريقته، الرب واحد فوق كل السماوات.

 

عاجل !!