في كل قضايا الموت ترى الاوفياء فقط من يقفون في الصف الاول يقف خلفهم في الصف الثاني من تتاثر قلوبهم لحظة الحدث وهكذا أرهاط والصفوف تتوالى الى ان نرى الصف الاخير صفا يحمل واقفوه قلوبا غليظة ووجوها ضاحكة لا تتعرق حينما تحل المصيبة ولا تحزن حتى حينما يشاهدون طفلا متفحما او امراة بدت على جثتها اثار النيران واختنقت جراء سموم الدخان فأي ممثلين للشعب هؤلاء واي مجلس لنواب الشعب لا يكتمل ولاينتصب حتى لو اعطيناه اقوى انواع الفياكرا !!
فماذا لو استفدنا من بناية البرلمان لقلبها الى مشفى كبير وصالة طوارئ شاسعة تحضيرا للحوادث والكوارث التي بدأت تتمادى وتزداد في عمر حكوماتنا والتي ستتزايد في المستقبل وسنخصص زاوية ضيقة ضمن الكافتيريا الخاصة للبرلمان لتكون مكانا لاجتماع الشرفاء والوطنيين منهم ولنقلص الاعداد الكبيرة منهم ونبدأ بطرد وفصل ومعاقبة ومحاكمة من لا يحضرون عندما يحين عزاء الوطن وموت المواطن واحتراق اللحمة الوطنية ونقلب سياراتهم المصفحة الحديثة الى سيارات اسعاف ونحيل حماياتهم الى عمال خدمة داخل تلك المستشفيات وبذلك سوف نقلص من حجم العمالة من البنغلاديش والباكستانيين والسوريين اما مخصصاتهم ورواتبهم فسنتعاقد بها مع اطباء محترفين في الامراض المستعصية كون الفائدة ستعود للمواطن المغلوب على امره وسيكون هذا المشفى للطبقة الوسطى والمسحوقة ولايجوز لغيرهم دخولها واعجبني تصريح شجاع للنائب حسين عرب، إن جلسة مجلس النواب تحولت إلى تداولية لعدم اكتمال النصاب القانوني للجلسة، مشيراً إلى أن ما حدث في الكوت هو جريمة حقيقية، واصفاً التستر على المتقاعسين بجريمة أكبر، وختم تدوينته بعبارة “بدأت أكبر عملية ترميم للحادث حتى لا يحاسب أحد”. وقد باتت ظاهرة تغيب غالبية أعضاء مجلس النواب العراقي عن حضور جلساته تلقي بظلالها على واقع عمل المجلس النيابي حيث أصبحت معظم القضايا التي تحتاج إلى تصديق البرلمان معطلة بسبب هذا الغياب الذي بدأت وتيرته في التزايد لأسباب متباينة .
