“ستواجهون مصير بشار الأسد”. بهذه العبارة التي قالت كل شيء من دون حاجة إلى شرح إضافي، اختار المحلل السياسي أمير الموسوي أن يضع القوى السياسية الشيعية في العراق أمام سؤال لم يعد من الممكن تأجيله: ماذا يعني أن يغيّر بلد بموقع العراق اتجاه تحالفاته في لحظة إقليمية مضطربة؟ ولماذا ترى طهران أن ما يجري في بغداد اليوم يشبه، بطريقة ما، اللحظة التي بدأ فيها النظام السوري يفك عقدته القديمة تجاه العالم العربي قبل أن يجد نفسه في مساحة ضيقة لا يستطيع فيها الاعتماد على الدعم الإيراني كما كان يفعل قبل سنوات قليلة؟
فالكلمة التي يستخدمها الموسوي ليست توصيفًا للمستقبل بقدر ما هي محاولة لربط اللحظة العراقية بتجارب دول دفعت ثمن التحولات السريعة. فدمشق لم تتجه نحو الرياض وأبوظبي والقاهرة حبًا بالاصطفاف العربي، بل لأنها وصلت إلى مرحلة شعرت فيها أن الاعتماد المطلق على محور واحد لم يعد قادرًا على حمايتها من التدهور الاقتصادي والعزلة الدولية، ولأن السنوات الأخيرة حملت معها رسائل إيرانية غير معلنة مفادها أن الدعم الذي كان بلا سقف لم يعد كما كان، وأن على سوريا أن تبحث عن بدائل تُبقي الدولة واقفة. وحين بدأت تلك البدائل تُختبر، اكتشفت دمشق أن طريق العودة مكلف، وأن طهران لم تعد مستعدة لتقديم ما كانت تقدمه من نفوذ ومال وسلاح كما في السنوات الأولى للحرب.




