افتتاحية المولد النبوي الشريف.. ذكرى ولادة النور والرحمة / د.حسن جمعة

هيئة التحريرمنذ 3 ساعاتآخر تحديث :
افتتاحية المولد النبوي الشريف.. ذكرى ولادة النور والرحمة / د.حسن جمعة

في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كل عام، تتجدد في قلوب المسلمين ذكرى مولد النبي محمد (ص) ذلك الحدث الذي غيّر مجرى التاريخ، وأضاء ظلمات الجهل برسالة التوحيد والرحمة..إنها مناسبة لا تُحتفى بها فقط بالمدائح والاحتفالات، بل تُستحضر فيها القيم التي جاء بها الرسول الكريم، وتُستنهض فيها الهمم لتجديد العهد مع الأخلاق النبوية.

وُلد النبي محمد ( ص) في عام الفيل، بمكة المكرمة، في بيتٍ متواضع وبسيط ماديا لكنه الأغنى روحيا وعباديا ،وقد حمل رسالة عظيمة غيّرت وجه البشرية.. لم يكن مولده مجرد ولادة جسد، بل كان ميلادًا لفجر جديد، أخرج الناس من عبادة الأصنام إلى عبادة الله الواحد، ومن التناحر إلى التراحم، ومن الظلم إلى العدل..

وتختلف مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي من بلد إلى آخر، لكنها تتفق في جوهرها على التعبير عن الحب والوفاء للرسول ( ص) وتُقام حلقات الذكر، وتُتلى السيرة النبوية، وتُوزع الحلويات، وتُزين الشوارع بالأضواء والرايات.. ومن الممكن ان يُستغل هذا اليوم لتقديم الصدقات، وزيارة المرضى، وتعزيز الروابط الاجتماعية.. ورغم الاختلاف الفقهي حول مشروعية الاحتفال بالمولد، فإن كثيرًا من العلماء يرون فيه فرصة لتذكير الأمة بسيرة نبيها، بشرط أن يكون الاحتفاء ضمن حدود الشرع، بعيدًا عن الغلو أو البدع.. فالمولد النبوي ليس مناسبة للترف، بل محطة للتأمل في حياة من قال فيه الله تعالى: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”.و في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتشابك فيه التحديات، تبقى ذكرى المولد النبوي دعوة مفتوحة للعودة إلى جوهر الرسالة المحمدية: الرحمة، الصدق، العدل، والتسامح. إنها فرصة للمجتمع، وللأفراد، أن يعيدوا قراءة السيرة النبوية لا كحكاية تاريخية، بل كمنهج حياة..

عاجل !!