اعتذار
بشائر الشرّاد
عن كل ليلة رسمت وجهك على وسادتي
ولم أعتذر للقمر
عن كل نهار سقط فيه برتقالك الطريّ
في حدائق شِعري
ولم أجمعه بين يدي
أعتذر لشمس أيلول
التي غنيت بها للغرباء
وأنا كنت أقصدك أنت، يا حبيبي
عن ضحكتي التي
قايضتها بفنجان قهوة وسط،
بينما كنت أفضل قهوتك السادة معي
أعتذر عن وجهك الحلو
الذي ضاع مني في سوق الصفارين
وأنا أبتاع ما تبقى للنخاسين من أيامي
أعتذر عن خطايا حبنا،
التي بحت بها في مقام الحيدر خانة
عن ليالي بغداد المترنحة بين القباب
وأنت تنتظر بريد الشوق
أعتذر من سماء حبستها في مشكاة صغيرة
وقلت: هذه النجوم لا تكفي
من صوتك الذي نثرته فتاتا
لنوارس بغداد ثلاثين مرة
وعادت تطلب المزيد مني
أعتذر من مويجات دجلة الطيبة
عن يوم فكرت بسرقة قواربها
بينما أنا التي كنت أجمع المحار
من بين يديك وأغني
وجهك وحدائق البرتقال
وجهك وشمس أيلول الغاربة
وجهك وصوت أزنافور
وجهك وبغداد الفاتنة
وكل ما لم أجد له اعتذاراً
وجدت له وجهك