إسرائيل تحذر الشرع وتدعوه لسحب قواته من السويداء

هيئة التحرير16 يوليو 2025آخر تحديث :
إسرائيل تحذر الشرع وتدعوه لسحب قواته من السويداء

الرئيس الروحي للطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف في رسالة إلى نتنياهو وكاتس: عليكم أن تختاروا بين الشراكة مع الطائفة الدرزية أو مع داعش

القوات الحكومية تشن هجوما على السويداء والجيش الإسرائيلي يعزز قواته على الحدود مع سوريا

 السويداء تشهد أوضاعا إنسانية صعبة مع انقطاع الماء والكهرباء والاتصالات

 أهالي السويداء يناشدون لفتح ممر إنساني عاجل و القوات الحكومية نهبت وأحرقت منازل وسرقت سيارات وأثاثا من منازل

دمشق / النهار

 قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مدخل مجمع وزارة الدفاع السورية في دمشق مصعدا بذلك هجماته على السلطات التي يقودها الإسلاميون، مشيرا إلى أن هدفه هو حماية الأقلية الدرزية من القوات الحكومية. مع تجدد الاشتباكات في مدينة السويداء بجنوب سوريا في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء وانهيار وقف لإطلاق النار بعد ساعات فقط من إعلانه.

وهذا هو اليوم الثالث على التوالي الذي تشن فيه إسرائيل غارات جوية على سوريا، حيث اشتبكت قوات أمن حكومية مع مقاتلين دروز محليين في مدينة السويداء الجنوبية. تدخلت على إثره إسرائيل بشن ضربات على المدينة لإجبار الجيش السوري على الانسحاب، ما يزيد من تعقيدات الوضع ودخول الأزمة في نفق مجهول مع إصرار الأطراف على الحل العسكري.

وأعلن الجيش الإسرائيلي  تعزيز قواته على الحدود مع سوريا بعدما حذر من أنه لن يسمح بوجود تهديد عسكري في جنوب سوريا وأنه سيتحرك وفق التطورات، وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي في بيان “بناء على تقييم الوضع تقرر تعزيز عدد القوات في منطقة الحدود مع سوريا في منطقة السياج الأمني”.

وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان إنه “أغار … على بوابة الدخول إلى مجمع الأركان العامة التابع للنظام السوري في منطقة دمشق”. بعدما حذر الحكومة السورية وطالبها بسحب قواتها من مدينة السويداء التي تشهد قتالا دمويا لليوم الرابع على التوالي.

وذكرت مصادر أمنية من داخل وزارة الدفاع أن غارتين على الأقل بطائرات مُسيرة ضربتا المبنى، وأن عسكريين كانوا يحتمون في الطابق السفلي. وذكرت قناة الإخبارية التلفزيونية الحكومية أن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن إصابة مدنيين اثنين.

وأفاد التلفزيون السوري الرسمي بوجود “جريحين مدنيين جراء عدوان للاحتلال الإسرائيلي وسط العاصمة دمشق”.

مدينة السويداء والقرى المجاورة تتعرض لقصف كثيف بالمدفعية وقذائف المورتر، بينما تؤكد إسرائيل مواصلة قصف قوات الحكومة السورية حتى تنسحب.

وذكرت مصادر من السويداء أن المدينة تشهد أوضاعا صعبة مع انقطاع الماء والكهرباء والاتصالات، في ظل حالة من الذعر والهلع بين المدنيين مع تقدم قوات الجيش في الأحياء وارتكاب اعدامات ميدانية.

وفقدان الأهالي التواصل مع ذويهم في باقي الأحياء والقرى، حيث يناشدون المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بتأمين ممر عاجل لإجلاء المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ من المدينة.

وكان وقف إطلاق النار يهدف إلى وضع نهاية لاشتباكات دموية طائفية أدت إلى سقوط قتلى واستمرت أياما.

وسلط اندلاع العنف في المحافظة ذات الأغلبية الدرزية الواقعة جنوب سوريا الضوء على الخلافات بين مختلف الطوائف السورية، إذ تشعر الأقليات بانعدام ثقة كبير تجاه الحكومة التي يقودها الإسلاميون.

وجرى نشر قوات سورية بالمحافظة الاثنين للسيطرة على مواجهات بين مقاتلين دروز ومسلحين بدو لكن الأمر انتهى بها للاشتباك مع المسلحين الدروز. وتدخلت إسرائيل بشن غارات جوية على القوات الحكومية يوم الاثنين وأمس الثلاثاء وقالت إن الهدف حماية الدروز.

ولم يدم وقف إطلاق النار الذي أعلنته وزارة الدفاع السورية مساء طويلا.

وقال موقع السويداء24 المحلي للأنباء إن مدينة السويداء والقرى المجاورة تعرضت لقصف كثيف بالمدفعية وقذائف المورتر في وقت مبكر من الأربعاء. وحملت وزارة الدفاع السورية، في بيان نقلته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، جماعات خارجة عن القانون في السويداء مسؤولية انتهاك الهدنة. ودعت وزارة الدفاع سكان المدينة إلى البقاء في منازلهم.

وقُتل العشرات من المدنيين والقوات الحكومية والمقاتلين الدروز منذ اندلاع الاشتباكات الأحد. وقال مدنيون ومراسلون لرويترز في المدينة إن القوات الحكومية نهبت وأحرقت منازل وسرقت سيارات وأثاثا من منازل.

وسمح شخص لمراسل من رويترز برؤية جثة شقيقه الذي أصيب برصاصة في الرأس داخل منزله.

وحذر يسرائيل كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي الحكومة السورية من أنه يتعين عليها “ترك الدروز وشأنهم”، مؤكدا أن الجيش سيواصل قصف قوات الحكومة السورية حتى تنسحب.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن كاتس قوله، الأربعاء “ما أوضحنا وحذرنا، لن تتخلى إسرائيل عن الدروز في سوريا، وستطبق سياسة نزع السلاح التي قررناها”.

وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي، أن “جيش الدفاع الإسرائيلي سيواصل قصف قوات النظام حتى تنسحب من المنطقة، وسيرفع قريبا مستوى الرد على النظام إذا لم تفهم الرسالة”.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وكاتس، أعلنا من قبل أنهما أصدرا تعليمات واضحة للجيش الإسرائيلي بضرب القوات والمعدات السورية التي تم إدخالها إلى السويداء فورا، معتبرين أن إدخال هذه القوات والأسلحة “يمثل خرقا لاتفاق سياسة نزع السلاح المطبقة في المنطقة”.

وفي بيان مشترك، أشار نتنياهو وكاتس إلى التزام الحكومة الإسرائيلية بحماية أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، انطلاقا مما وصفوه بـ”تحالف الأخوة” مع دروز إسرائيل.

وطالب نتنياهو في شباط/فبراير بجعل جنوب سوريا منزوع السلاح بشكل كامل، محذرا من أن حكومته لن تقبل بوجود القوات الأمنية التابعة للسلطات الجديدة قرب حدودها.

وقال الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل الشيخ موفق طريف، في رسالة وجّهها إلى رئيس الحكومة ووزير الدفاع، “عليكم أن تختاروا بين الشراكة مع الطائفة الدرزية أو مع داعش”.

وكان الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط قد حذّر في 30 أبريل/نيسان من مغبّة التدخل الإسرائيلي في الشأن السوري الداخلي، قائلا أن إسرائيل تريد جرّ دروز سوريا الى “حرب لن تنتهي”.

ويتوزّع الدروز بين لبنان وإسرائيل والجولان المحتل وسوريا، حيث تشكل محافظة السويداء في الجنوب معقلهم الرئيسي.

وقال توماس بيريك المبعوث الأميركي إلى سوريا أمس إن الولايات المتحدة على اتصال بجميع الأطراف “من أجل التحرك نحو الهدوء والتكامل”.

 

وينبع تدخل إسرائيل في السويداء من مزيج من المخاوف الأمنية المتعلقة بحدودها، ومصالحها الاستراتيجية في جنوب سوريا، وقلقها على مصير الأقلية الدرزية، بالإضافة إلى رغبتها في إرسال رسائل سياسية وعسكرية للفاعلين الجدد في دمشق.

ويرتبط تدخل إسرائيل في هذه التوترات بعدة عوامل معقدة، وجود أقلية درزية كبيرة في إسرائيل، وهم يرتبطون تاريخيًا واجتماعيًا بالدروز في سوريا، وخاصة في محافظة السويداء. حيث يشعر الدروز في إسرائيل بقلق بالغ إزاء سلامة إخوانهم في السويداء، وقد مارسوا ضغوطًا على الحكومة الإسرائيلية للتدخل لحمايتهم. وتتذرع إسرائيل بحماية الدروز في السويداء، مع دخول قوات حكومية سورية إلى المنطقة. وترى في أي تهديد للدروز في السويداء خطرًا على أمنها واستقرارها، وتسعى منذ فترة إلى فرض منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا، خاصة في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، لمنع أي وجود عسكري معادٍ لها بالقرب من حدودها في الجولان المحتل.

 وتنظر إسرائيل الى دخول الجيش السوري إلى السويداء على أنه تهديد لتوازن القوى أو فرصة لملء فراغ أمني قد يؤثر على مصالحها. وتشير بعض التحليلات إلى أن التدخل الإسرائيلي في السويداء قد يكون رسالة موجهة لأحمد الشرع بخصوص حدود النفوذ المسموح به في المنطقة الجنوبية لسوريا، وربما يتعلق الأمر بمفاوضات محتملة أو اتفاقيات “تطبيع” قد تجري في المستقبل.وتقول مصادر أن إسرائيل تحاول التأكيد على أن “كرسي” الشرع مقابل “السويداء” بمعنى أن بقاءه في السلطة قد يكون مشروطًا بعدم التدخل في المنطقة الدرزية بشكل يثير قلق إسرائيل. وترى أن استقرار المنطقة الجنوبية لسوريا أمر حيوي لأمنها، وأن أي تصعيد أو فوضى قد تؤدي إلى تدهور الوضع الأمني على حدودها. لذا، فإنها تتدخل لمنع أي تطورات تعتبرها خطيرة.وقد قامت إسرائيل بالفعل بضرب دبابات وآليات تابعة للقوات السورية دخلت المنطقة، مؤكدة أنها ستواصل استهداف هذه القوات حتى انسحابها.

وارتفعت حصيلة الاشتباكات المتواصلة في محافظة السويداء بجنوب سوريا بين مسلحين دروز وعشائر بدوية، الى 89 قتيلا بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين، مع دفع قوات الأمن بتعزيزات عسكرية لفضّها. وسط مخاوف من تكرار سيناريو مجازر الساحل في ظل تجييش طائفي على الشبكات الاجتماعية، واستقطاب حاد في وسائل الإعلام. وفي الأثناء، أعلن الجيش الاسرائيلي أنه هاجم “دبابات عدة في منطقة قرية سميع، منطقة السويداء، في جنوب سوريا”، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية. وسبق للدولة العبرية أن أكدت أنها ستتدخل لحماية الأقلية الدرزية في حال تعرضها للتهديد، وحذّرت السلطات الانتقالية السورية من نشر قواتها في مناطق بجنوب البلاد محاذية لهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وأتى الاعلان عن القصف الاسرائيلي بعد ساعات من تأكيد السلطات السورية بدء انتشار قواتها في السويداء.

وتواصلت الاشتباكات في الريف الغربي للمحافظة ذات الغالبية الدرزية، بحسب المرصد الذي أكد أنها تدور “بين مجموعات عشائر البدو وعناصر وزارتي الدفاع والداخلية من جهة، ومسلحين دروز من أبناء السويداء من جهة أخرى”.

وفرغت شوارع مدينة السويداء من المارّة، فيما شارك عدد قليل من السكّان بتشييع مقاتلين بينما كانت أصوات القذائف والرصاص الناجمة عن اشتباكات في محيطها لا تزال تسمع، بحسب ما أفاد مصوّر فرانس برس.

وقال أبو تيم (51 عاما) وهو من سكان السويداء لفرانس برس، “عشنا حالة رعب كبيرة، والقذائف كانت تسقط بشكل عشوائي، حركة الشوارع مشلولة ومعظم المحال مغلقة”.

وأحصى المرصد سقوط 89 قتيلا في الاشتباكات والقصف المتبادل في مدينة السويداء وريف المحافظة، وهم 46 من المقاتلين الدروز إضافة إلى 4 مدنيين هم امرأتان وطفلان، و18 من البدو، بالإضافة إلى 14 قتيلا من قوات الأمن، و7 قتلى مجهولي الهوية بلباس عسكري.

ونقلت قناة الاخبارية السورية الرسمية عن مصدر في وزارة الدفاع تأكيده مقتل ستّة من قوات الأمن بعدما أعلنت الوزارة نشر الوحدات “العسكرية المتخصصة في المناطق المتأثرة، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وفك الاشتباكات بسرعة وحسم”.

وشاهد مراسل فرانس برس سيارات محملة بالمقاتلين وارتالا عسكرية كبيرة تابعة لوزارة الداخلية وسيارات مدنية ودراجات نارية تحمل مسلحين متوجهين نحو خطوط التماس عند أطراف مدينة السويداء، بالإضافة إلى سيارات اسعاف تنقل مصابين من مناطق الاشتباك وتتجه نحو مستشفيات دمشق.

وفي حين دعت قيادات روحية درزية إلى الهدوء وحضّت سلطات دمشق على التدخل، أعربت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز والتي تتبع لحكمت الهجري، أحد مشايخ العقل الثلاثة في السويداء، عن “رفض دخول” قوات الأمن العام إلى المحافظة، مطالبة بـ”الحماية الدولية”.

وتعيد هذه الاشتباكات الدامية إلى الواجهة التحديات الأمنية التي لا تزال تواجهها السلطات الانتقالية في سوريا منذ وصولها إلى الحكم بعد إطاحة بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول لناحية بسط الأمن، ووقوع حوادث وانتهاكات عديدة ذات خلفية طائفية تستهدف الأقليات تهدد السلم الأهلي.

وسبق أن وقعت أحداث دامية في الساحل السوري في مارس/آذار، واشتباكات قرب دمشق بين مقاتلين دروز وقوات الأمن في أبريل/نيسان.

وقالت وزارة الدفاع السورية إن ما لا يقل عن 18 من أفراد قوات الأمن قتلوا في مدينة السويداء بعد نشرهم للسيطرة على اشتباكات طائفية خلفت قتلى وذكرت وسائل إعلام محلية أنها تجددت اليوم الاثنين.

 

واعتبرت في بيان سابق أن “الفراغ المؤسساتي الذي رافق اندلاع هذه الاشتباكات ساهم في تفاقم مناخ الفوضى وانعدام القدرة على التدخل من قبل المؤسسات الرسمية الأمنية أو العسكرية، مما أعاق جهود التهدئة وضبط النفس”.

ومن جهته، قال وزير الداخلية أنس خطاب بمنشور على موقع إكس، إن “غياب مؤسسات الدولة، وخصوصا العسكرية والأمنية منها، سبب رئيسي لما يحدث في السويداء وريفها من توترات مستمرة”، معتبرا أن “لا حل لذلك إلا بفرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات بما يضمن السلم الأهلي وعودة الحياة إلى طبيعتها بكل تفاصيلها”.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، انطلقت “شرارة الاشتباكات السبت بعد اختطاف تاجر خضار درزي من قبل مسلحي البدو الذين وضعوا حواجز على طريق السويداء – دمشق، ليتحوّل بعد ذلك إلى عملية خطف متبادلة بين الطرفين”.

وقالت منصة السويداء 24 المحلية في وقت لاحق إنه تم إطلاق سراح المخطوفين من الطرفين ليل الأحد.

لكن المرصد أشار إلى أن هذه الاضطرابات الأخيرة تعود إلى “توتّر متواصل منذ اندلاع الاشتباكات ذات الخلفية الطائفية في أبريل/نيسان” بين مسلحين من الدروز وقوات الأمن، في مناطق درزية قرب دمشق وفي السويداء، وشارك فيها إلى جانب قوات الأمن مسلحون من عشائر البدو السنية في المحافظة.

ويخشى سكان السويداء من سيناريو مشابه لما حدث في الساحل السوري مع استمرار القصف والاشتباكات، وكتب الإعلامي ماهر شرف الدين في تدوينة على صفحته في فيسبوك يتحدث فيها عن هجمات طائفية من قبل عشائر البدو:

وكتبت الإعلامية نهى سلوم:

وأسفرت أعمال العنف التي اندلعت في أبريل/نيسان عن مقتل 119 شخصا على الأقل بينهم مسلحون دروز وقوات أمن. وإثر هذه الاشتباكات، أبرم ممثلون للحكومة السورية وأعيان دروز اتفاقات تهدئة لاحتواء التصعيد.

ومنذ مايو/أيار، يتولّى إدارة الأمن في السويداء مسلحون دروز، بموجب اتفاق بين الفصائل المحلية والسلطات. لكن ينتشر في ريف المحافظة أيضا مسلحون من عشائر البدو السنة.

وكانت وزارة الداخلية أعلنت في وقت سابق أنها ستبدأ بنشر قواتها بالتنسيق مع وزارة الدفاع. واشارت الوزارة في بيانها إلى أن هذه الاشتباكات وقعت “على خلفية توترات متراكمة خلال الفترات السابقة”.

وفي أعقاب الاشتباكات، دعا محافظ السويداء مصطفى البكور إلى “ضرورة ضبط النفس والاستجابة لتحكيم العقل والحوار”، مضيفا “نثمن الجهود المبذولة من الجهات المحلية والعشائرية لاحتواء التوتر، ونؤكد أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين”. ودعت قيادات روحية درزية إلى الهدوء وحضّت سلطات دمشق على التدخل.

وأفاد باسم فخر الناطق باسم حركة رجال الكرامة، أحد أبرز الفصائل المسلحة الدرزية، في وقت لاحق، بوجود مفاوضات جارية في محافظة السويداء بين السلطات السورية وممثلين عن الدروز في مسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار عقب الاشتباكات الدامية.

ولفت إلى أنه كانت “هناك تفاهمات تم التوصل اليها مع وزارة الدفاع منذ أشهر تقضي بتشكيل جسم عسكري وأمني من أبناء السويداء لكن التأخير يحصل من جانب الدولة”، مضيفا “نحن مع الدولة ولكنها هي من كانت تماطل لتطبيق هذا الاتفاق”.

واتهم ما سماه “فصائل لا تحمل عقيدة وطنية إلى جانب بعض من عشائر البدو التي تساندها” بعمليات قتل ونهب وحرق في بعض القرى الدرزية، متابعا “سيطروا على خمس بلدات على مشارف السويداء”.

وفي بيان منفصل، طالبت الرئاسة الروحية للموحدين الدروز المقربة من الشيخ البارز حكمت الهجري بوقف إطلاق نار فوري، وقالت ” نحن من البداية طلبنا وقف اطلاق النار والتهدئة. ولم نرغب بسفك الدماء (..) نحن لا نقبل بأية فصائل تكفيرية أو منفلتة أو خارجة عن القانون. ونحن مع القانون ومع سيادة الدولة النظامية القانونية” مشيرا إلى عدم معارضة “تنظيم المحافظة (السويداء) وترتيب أسسها وشرطتها من ابنائها ومن الشرفاء”.

وأضاف “نحن متأكدون أن الحكومة المؤقتة في دمشق توافقنا على ذلك، ولم تنقطع ولن تنقطع علاقتنا التوافقية معهم”.

وبعد توليها الحكم، حضّ المجتمع الدولي والموفدون الغربيون الذين زاروا دمشق السلطة ذات التوجه الإسلامي على حماية الأقليات وضمان مشاركتهم في إدارة المرحلة الانتقالية، وسط هواجس من إقصائهم لا سيما بعد وقوع أعمال عنف على خلفية طائفية، عدا عن انتهاكات في مناطق عدة.

وفي يونيو/حزيران، أسفر هجوم انتحاري على كنيسة في دمشق عن مقتل 25 شخصا، واتهمت الحكومة تنظيم الدولة الإسلامية بتنفيذه، ما فاقم مخاوف الأقليات في سوريا.

وتُقدّر أعداد الدروز بأكثر من مليون، يتركّز غالبيتهم في مناطق جبلية في لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية والأردن.

ويقدّر تعدادهم في سوريا بنحو 700 ألف يعيش معظمهم في جنوب البلاد حيث تعد محافظة السويداء معقلهم، كما يتواجدون في مدينتي جرمانا وصحنايا قرب دمشق، ولهم حضور محدود في إدلب، شمال غرب البلاد.

 

وبعد الاشتباكات في أبريل/نيسان، شنّت اسرائيل غارات جوية في سوريا وحذّرت دمشق من المساس بأبناء الطائفة الدرزية.

عاجل !!