إدمان الجهل / عبد الامير الماجدي

هيئة التحرير17 أغسطس 2025آخر تحديث :
إدمان الجهل / عبد الامير الماجدي

الجهل بصورته العامة والخاصة أخطر وأفتك سلاح منذ الأزل وأغلب الدول تستخدمه وتطور أساليبا تقنية وإعلامية وفكرية لتحفظه في عقول معظم البشر وقد نجحوا الى حد كبير استخدامه .
بعض الناس ادمنوا الجهل وصار عندهم عالما يحميهم من النور ومن التحرر والانعتاق من الظلام فتراهم لا يسارعون الى نزع الجهل منهم بل بالعكس يتعمقون فيه ويتوغلون في أراضيه حتى يصبحوا هم بذواتهم جذورا غير قابلة للاستئصال.
كل المدارس الفكرية على الاطلاق لم تستطع أن تمحو الجهل المتجذر في دواخل بعض النفوس وقد قال المتنبي:
ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلهِ وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ ينعمُ
فكيف نتعامل مع الجهل والجاهل الذي أعيى الحكماء والعقلاء ؟
هكذا هو حالنا اليوم فأغلب الناس يمارسون الجهل كونه عالما مريحا ناعما تعيشه بلا وعي ولا مجهود يذكر كما قال المتنبي فصاحب الجهل يتنعم في جهالته بينما العاقل المفكر فهو يشقى بما يحمله من أفكار صارخة تجعل منه اضحكومة للجاهل الذي يرى في فكر العاقل جهلا وهذه معادلة صعبة ولكنها واضحة وموجودة على الدوام.
دع الجهلاء ولا تعبا بهم وانطلق نحو عالمك الفكري بلا خوف فمن المفترض ان يخاف الجاهل وليس العالم حتى وإن كنا نعيش في عالم الجاهلين والفاسدين علما أن سلاح الجهل سيؤدي في النهاية الى القضاء على صاحبه ولو بعد حين.
دع المدمنين على الجهل يزدادوا جهالة فالعالم لا يحتمل لونا واحدا على الرغم من قلة أصحاب الفكر السليم ولكن محاولة إخفاء الجهل على حساب المضي في الافكار ستبوء بالفشل حتما.

عاجل !!