يواجه العراق ازمات متعددة وخانقة تعد كحبال المشانق منها أزمة جفاف وهي أزمة غير مسبوقة تعد الأسوأ منذ أكثر من 90 عاما واقترنت موجة الجفاف المتواصلة منذ سنوات بدرجات حرارة قياسية تضرب خصوصا جنوب البلاد حيث سجلت مدن العراق الجنوبية أعلى درجات حرارة في العالم مما يفاقم الأوضاع في بلد بات يعاني من مظاهر عدة لتطرف المناخ. ولا تقتصر آثار موجة الجفاف على معاناة المزارعين والقطاع الزراعي الذي تقلصت مساحته بنحو 50% خلال السنوات الأخيرة حسب تقديرات وزارة الزراعة، بل أثرت أيضا على مياه الشرب، إذ إن محطات الضخ باتت غير قادرة على توفير المياه في مناطق عدة بسبب جفاف الأنهار أو ضعف منسوبها.كما أن المياه تنقطع في أغلب ساعات النهار، مما يفرض على السكان الاعتماد على المضخات لدفع المياه إلى الخزانات المنزلية على الأسطح. وتتفاقم الأزمة بسبب انقطاع الكهرباء الوطنية لساعات طويلة مع ارتفاع درجات الحرارة لكن نقص المياه المستمر يضاعف المعاناة مما يضطرهم إلى إطفاء المبردات لساعات من النهار لتوفير المياه.كما أن المناطق التي تعتمد على الأنهر الفرعية تشهد وضعا مأساويا حيث لم تصل المياه إليها منذ أكثر من 4 أشهر مما أدى إلى ذبول المزروعات ونفوق المواشي وتلف الأشجار حيث تشهد تلك المناطق كوارث بيئية حقيقية المشكلة في العراق لا تكمن في الجفاف وشح المياه فحسب، بل تتعدى ذلك إلى غياب إدارة موارد المياه بالصورة الصحيحة سيناريو الشتاء المقبل الجاف مع قلة الأمطار كما حصل في الشتاء الماضي سيجعلنا نعيش أسوأ مرحلة في تاريخ العراق وسيصبح الحصول على مياه الشرب أمرا شبه مستحيل وعلى هذا المنوال سيموت العراق كله بمن فيه ومن عليه.
