فندق باستثمار قطري في المنطقة الخضراء! / د.حسن جمعة

هيئة التحرير1 يوليو 2025آخر تحديث :
فندق باستثمار قطري في المنطقة الخضراء! / د.حسن جمعة

أثار الإعلان عن نية شركة قطرية بناء فندق فاخر على مقربة من المنطقة الخضراء   موجة من المخاوف الأمنية والاستخباراتية داخل الأوساط العراقية، مدفوعةً بالخوف من تداعيات محتملة على سلامة وأمن المواقع الحكومية والدبلوماسية الحساسة. فبينما تسعى الحكومة العراقية لجذب الاستثمارات وتنشيط القطاع السياحي، يرى مراقبون وخبراء أمنيون أن هذه الخطوة، رغم فوائدها الاقتصادية الظاهرية، قد تفتح الباب أمام تحديات أمنية معقدة تتطلب تدقيقاً ومتابعة دقيقة.

 وتقع المنطقة الخضراء في قلب بغداد، وتحتضن مقار البعثات الدبلوماسية الأجنبية، بما في ذلك السفارة الأمريكية والبريطانية، بالإضافة إلى مكاتب حكومية عراقية حساسة ومقار للوزارات السيادية وهذا الموقع الاستراتيجي يجعلها هدفاً محتملاً لأي جهة تسعى لزعزعة الاستقرار أو الحصول على معلومات استخباراتية. وبناء فندق كبير على مقربة منها، بأعداد هائلة من النزلاء والموظفين وحركة دخول وخروج مستمرة، يمثل تحدياً أمنياً من الدرجة الأولى.

 وتتمحور المخاوف الأمنية حول  سهولة التجسس وجمع المعلومات و اختراق أمني محتمل إذ قد يتم استغلال الفندق كغطاء لتنفيذ عمليات اختراق أمني أو زرع أجهزة تجسس.. فمع وجود أعداد كبيرة من العاملين والزوار، يصبح من الصعب مراقبة كل فرد بدقة، مما يسهل على الجهات المعادية إدخال عناصرها أو معداتها.

إن بناء فندق قطري قرب المنطقة الخضراء في بغداد يمثل قضية حساسة تتطلب توازناً دقيقاً بين الحاجة إلى الاستثمار والتنمية، وضرورة الحفاظ على الأمن القومي.. فبينما يمكن أن يعود المشروع بفوائد اقتصادية جمة، فإن المخاطر الأمنية المحتملة لا يمكن تجاهلها.. وعليه، فإن على الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وتطبيق إجراءات أمنية صارمة لضمان أن هذا الاستثمار يخدم مصالح العراق ولا يشكل أي تهديد على أمنه واستقراره.. إن أمن المنطقة الخضراء، والمواقع الحساسة فيها، هو خط أحمر لا يمكن التهاون فيه..فما الداعي لإجازة استثمار فندق في هذا الموقع الحساس واعطائه لشركة قطرية ؟؟

عاجل !!