قالها غوبلز ودائما ما يردد مقولته الشهيرة …( كلما سمعت بكلمة مثقف تحسست مسدسي ) فاي خوف من هذا العقل والقلم وتلك الاوراق البسيطة التي تخرج من نبات ضعيف غير معروف لدرجة كبيرة لايشبه الورد ولا التوت ولاحتى المشمش المعروف بمواعيده المتضاربة وهنا نبدا بالبحث عن ما يصنعه المثقف والاعلامي بدرجة خاصة فتقع على الاعلام مسؤولية كبيرة كمسؤولية المقاتل في جبهات القتال فللمقاتل اسلحته وللاعلامي والمثقف اسلحة تكاد تكون اقوى في اوقات وجميعنا يذكر الحروب الباردة التي مرت بها الدول العظمى التي قادها الاعلام بشكل اساسي وفعال جدا تحطمت خلاله اسوار الاتحاد السوفياتي وتجزأ لدول كثيرة فالإعلام يلعب دورا مهما في تغيير دفة الأحداث عبر التاريخ وبطريقة تخضع لظروف الزمان والمكان وقد استغل الإعلام في توجيه الرأي العام من خلال وضع البوصلة الوطنية في المفاصل المهمة التي تمر بها الدول والشعوب سلبا أو إيجابا ، ويمكن اعتبار مقولة ( كذب كذب حتى يصدقك الناس) علامة مميزة وواقعية وهي تنطبق على مايجري في الساحة العراقية ومايحيطها من جو اقليمي ملبد بالكذب والخيانة والمؤامرات والتاريخ حافل بالمكائد والكذب ويذكر المسعودي في كتابه (مروج الذهب ) عندما وصل خبر استشهاد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام ) إلى الشام وهو قائم يصلي بدا اهل الشام يتساءلون هل كان علي بن ابي طالب يصلي حين كانوا يخضعون للحكم الاموي الذي كان يقلب الحقائق وجعل عليا واهل بيته كفارا بنظرهم لذلك كان أكثر ما يثير حفيظة الطغاة والمستبدين من الحكام هو الإنسان المثقف الذي يمتلك درجة من الوعي يستطيع من خلالها التمييز بين الحق والباطل والحقيقة والزيف ، ونحن الان نواجه الاف الافكار والتحديات
نواجه التطرف والتحدي والتنمر وكل المسميات ، لذلك فالعراق بحاجة إلى مشروع إعلامي وطني كبير يتجاوز ويتجرد المشرفون عليه من كل عقدهم وتراكماتهم الطائفية والقومية ، يأخذ على عاتقه عملية سحب البساط من تحت أقدام الإعلام المعادي للعراق ، ويسلبه المبادرة ليتمكن المواطن العراقي من معرفة أين يقف هو الآن وما له وما عليه كي نعطي لتلك السواعد الشريفة دعمنا ودعاءنا وان شاء الله سنكون من الغالبين.
الحرب الناعمة ! / عبد الامير الماجدي
