في الوقت الذي تتعلق فيه أنظار العراقيين بقرارات وزارة الموارد المائية أملاً في إطلاقات تُعين المحافظات على مواجهة العطش والجفاف، جاءت السياسات المائية الأخيرة لتزيد الوضع تعقيدًا. فبدلاً من إنعاش الأنهار، حملت الإطلاقات المائية معها موجة تلوث وعكورة وطحالب ومواد بكتيرية، قلبت حياة ملايين المواطنين إلى مأساة يومية.وتشهد محافظات الوسط والجنوب منذ أسابيع أزمة متصاعدة في نوعية المياه الواصلة إلى محطات التصفية. تقارير رسمية حذّرت من ارتفاع نسب العكورة، وانتشار الطحالب الخيطية، وتزايد التلوث البكتيري. هذه المؤشرات لا تعكس خللاً فنياً عابراً، بل تكشف عمق الأزمة التي تضرب واحدة من أهم مقومات الحياة في البلاد.تقرير سابق للمنظمة الدولية للهجرة أوضح أنّ “12,212 عائلة عراقية نزحت بسبب الجفاف في عشر محافظات”، مع تصدر ذي قار وميسان والديوانية قائمة الأكثر تضرراً.