تُستعادُ في العاشر من حزيران ذاكرةٌ موجعةٌ في قلوبِ العراقيينَ، الا وهي ذكرى سقوطِ الموصلِ على يد تنظيمِ داعشَ الإرهابيِّ، حينَ اجتاحتْ هذه العصاباتُ الظلاميّةُ مدينةً عريقةً في لحظةِ غفلةٍ وخذلان. ورغمَ مرورِ السنواتِ، فإنَّ المدينةَ لم تلتئمْ جراحُها بعد، وما زالتْ مقابرُها الجماعيةُ وأحياؤُها المُدمّرةُ شاهدةً على هولِ المأساةِ . والذي خلّف كوارث إنسانية واجتماعية وأمنية وسياسية، على أهالي ثاني كبرى مدن العراق الذين شهدوا أحداثاً مروّعة طاولت بقية المناطق التي انسحبت إليها أعمال العنف والتشريد والتقتيل. لم ينس الناجون من هذه الكوارث الانسحاب المشبوه للقوات العراقية حينها، والذي بقي من دون تفسير واضح طيلة السنوات الماضية، ومن دون محاسبة أي من المسؤولين المتهمين بالتورط في سقوط الموصل والأزمة الأمنية التي حاصرت المدنيين مدة زادت عن ثلاث سنوات تحت احتلال جماعة إرهابية سيطرت في ما بعد على نحو ثلث مساحة البلاد.