في الوقت الذي كان يُفترض فيه أن تُطوى صفحة الصراع بين حزب العمال الكردستاني وتركيا بعد إعلان الحزب حلّ نفسه ونزع السلاح، تصرّ أنقرة على إبقاء المشهد ملتهباً، وكأن الحرب لم تنتهِ بعد. القرى الآمنة في دهوك تحوّلت إلى أهداف يومية لنيران لا تفرّق بين حجر وبشر، وسكان الإقليم يجدون أنفسهم عالقين بين هدنة على الورق وغارات لا تهدأ في السماء. الوجع الكردي يتجدد، ليس من بندقية مقاتل أو انفجار عبوة، بل من قصف مستمر يحمل رسائل تتجاوز الادعاءات الأمنية. فحين يختار طرفٌ إنهاء القتال، وتلتزم المجموعات المسلحة بالصمت، تُصبح الذرائع مجرد غطاء لرغبة أعمق في فرض النفوذ والسيطرة .